سورة النحل - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (النحل)


        


قوله تعالى: {ويخلق ما لا تعلمُون} فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: ما لا تعلمون من الخلق، وهو قول الجمهور.
الثاني: في عين تحت العرش، قاله ابن عباس.
الثالث: ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنها أرض بيضاء مسيرة الشمس ثلاثين يوماً. مشحونة خلقاً لا يعلمون أن الله يعصى في الأرض، قالوا: يا رسول الله فأين إبليس عنهم؟ قال «لا يعلمون أن الله خلق إبليس» ثم تلا {ويخلق ما لا تعلمون}


{وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر} يحتمل وجهين:
أحدهما: وعلى الله قصد الحق في الحكم بين عباده ومنهم جائر عن الحق في حكمه.
الثاني: وعلى الله أن يهدي إلى قصد الحق في بيان السبيل، ومنهم جائر عن سبيل الحق، أي عادل عنه لا يهتدي إليه. وفيهم قولان: أحدهما: أنهم أهل الأهواء المختلفة، قاله ابن عباس.
الثاني: ملل الكفر.


قوله عز وجل: {وَتَرَى الفلك مواخِرَ فيه} فيه خمسة أوجه:
أحدها: أن المواخر المواقر، قاله الحسن.
الثاني: أنها التي تجري فيه معترضة، قاله أبو صالح.
الثالث: أنها تمخر الريح من السفن، قاله مجاهد: لأن المخر في كلامهم هبوب الريح.
الرابع: أنها تجري بريح واحدة مقبلة ومدبرة، قاله قتادة.
الخامس: أنها التي تشق الماء من عن يمين وشمال، لأن المخر في كلامهم شق الماء وتحريكه قاله ابن عيسى.
{ولتبتغوا من فضله} يحتمل وجهين:
أحدهما: بالتجارة فيه.
الثاني: بما تستخرجون من حليته، وتأكلونه من لحومه.
قوله عز وجل: {وعلاماتٍ وبالنجم هم يهتدون} في العلامات ثلاثة أقاويل: أحدها: أنها معالم الطريق بالنهار، وبالنجوم يهتدون بالليل، قاله ابن عباس.
الثاني: أنها النجوم أيضاً لأن من النجوم ما يهتدي بها، قاله مجاهد وقتادة والنخعي.
الثالث: أن العلامات الجبال. وفي {النجم} قولان:
أحدهما: أنه جمع النجوم الثابتة، فعبر عنها بالنجم الواحد إشارة إلى الجنس.
الثاني: أنه الجدي وحده لأنه أثبت النجوم كلها في مركزه.
وفي المراد بالاهتداء بها قولان:
أحدهما: أنه أراد الاهتداء بها في جميع الأسفار، قاله الجمهور.
الثاني: أنه أراد الاهتداء به في القِبلة. قال ابن عباس: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى {وبالنجم هم يهتدون} قال «هو الجدي يا ابن عباس عليه قبلتكم، وبه تهتدون في بركم وبحركم». قوله عز وجل: {وإن تعدوا نعمة اللهِ لا تحصوها} فيه وجهان:
أحدهما: لا تحفظوها، قال الكلبي. الثاني: لا تشكروها وهو مأثور. ويحتمل المقصود بهذا الكلام وجهين:
أحدهما: أن يكون خارجاً مخرج الامتنان تكثيراً لنعمته أن تحصى.
الثاني: أنه تكثير لشكره أن يؤدى. فعلى الوجه الأول يكون خارجاً مخرج الامتنان. وعلى الوجه الثاني خارجاً مخرج الغفران.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8